ترك رسالة وفجّر نفسه.. تعاطف وغضب بعد انتحار شاعر في غزة

وكالة وطن 24 الإخبارية : أثارت حادثة انتحار الشاعر الفلسطيني الشاب، محمد النجار، فجر السبت في قطاع غزة، تعاطفاً وحزناً واسعاً، بعد أن نشر عبر حسابه على فيسبوك رسالة أقدم بعدها على تفجير قنبلة في جسده لينهي حياته.

وكتب النجار (27 عاماً) عبر صفحته على فيسبوك قبل انتحاره “مضطر لمغادرة هذا العالم، بعد أن استنفدت كل جهودي ومحاولاتي للشفاء من مرض الاكتئاب على مدار 8 سنوات، آخرها جلسات الكهرباء قبل أقل من عام”.

وأضاف “حاولت بكل ما في وسعي، لا لوم على أحد، كل ما في الأمر أنني لم أعد أستطيع تحمل كل هذا الكم من الألم داخلي، بعتذر لإمي وخواتي كتير ولكل اللي بحبهم وبيحبوني، وبعتذر عن الألم اللي ممكن أكون سببته إلهم لكني مش قادر أحتمل هذا الألم كله أو أتعايش معه”.

وتعاطف رواد مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع مع الشاعر، ودعوا إلى ضرورة الانتباه لأعراض الاكتئاب والصحة النفسية لتجنب أثر “القاتل الصامت”، خاصة في ظل الظروف القاسية التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة.

وقال الكاتب الفلسطيني محمود جودة إن “الشاعر (فجر نفسه)، هذا مدعاة لتخيل حجم الاكتئاب وشدة الألم النفسي الذى عانى منه محمد النجار لمدة 8 سنوات، والخبر الصحيح هو: رحيل الشاعر بعد 8 سنوات من الموت”.

واعتبر نشطاء ومغردون فلسطينيون، حالة الشاعر محمد انعكاساً لحياة نحو مليوني وربع المليون فلسطيني يعيشون تحت حصار إسرائيلي من جهة وسيطرة حركة حماس في قطاع غزة، في ظل ارتفاع قياسي لمعدلات البطالة والفقر وانعدام الأمن الغذائي.

وشهد قطاع غزة مؤخراً مظاهرات في عدد من المحافظات احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية، لكن أجهزة أمن حركة حماس قمعتها.

وحاول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مقربون من حماس، تمرير محتوى بيان مزور باسم عائلة الشاعر محمد النجار، يتضمن “رفض استغلال حادثة انتحاره سياسياً”، وهو تعبير تطلقه حماس عادة عند الحوادث الاجتماعية المرتبطة بالظروف التي يمر بها قطاع غزة تحت حكم الحركة، لكن العائلة نفت البيان وأكدت عدم صحته.

ولا تنشر الأجهزة الحكومية في وزارة الداخلية أو الصحة التابعة لحماس أية إحصائيات حول أعداد ومعدلات حوادث الانتحار في قطاع غزة، والتي ارتفعت بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة.

قد يعجبك ايضا