( صرخة )

سنبقى نصرخ حتى نصحو كلنا
اعجب من بعض المحللين والذين يريدوا اشراك حركة حماس في اي فعل سياسي مستقبلي خاص بشعبنا الفلسطيني وهل نسوا ان حماس اخذت حصتها وزيادة من دماء شعبنا وعليها الانصراف من المشهد قبل ان يحاسبها شعبنا عن جرائمها واخرها نتائج فعلها في الثلث الاول من شهر اكتوبر من العام الماضي ، كيف يمكن الوثوق بحماس بعد كل تجربتها في الوطن والشتات هي كالاحتلال تماما بل هي صنيعته وشريكته رغم كل ما يتشدق قادتها ومن يعيش في فلكها من كذب واحلام لا تنطلي على من يعرفهم وجربهم في اكثر من استحقاق وطني .
النقيض الاحتلالي لم يحدد من هو وماذا يريد وحركة حماس لم تحدد من هي وماذا تريد ، هل هي فرع من الاخوان المسلمين هل هي فصيل وطني فلسطيني هل لديها مشروع سياسي معرف ومبوب وجاهزة للانغماس فيه والبحث عن شركاء في الوطن لتجسيده هل تؤمن ان من سبقها في النضال له الدالة والاثر الطيب ويجب البناء عليه .
انقلابها في غزة وهو ما يسمى التمكين وهو للعلم كان استراتيجية اخوانية وحكم غزة واهلها بالقتل والتغييب والعصى الغليظة واستباحة الدماء والكرامات هل على استعداد لتسليم حكم غزة الى الشرعية الفلسطينية المشروع السياسي الذي تبنته منظمة التحرير الفلسطينية وهو دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف وتطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وخاصة قرار 194 الخاص باللاجئين من يسعى لشراكة حركة حماس كمن يزرع في البحر وكمن يعرض بضاعة فاسدة لن ينجب هذا التوجه السياسي حتى لو سعينا لان تكون داخل منظمة التحرير الفلسطينية
فهي لا تريد شراكة تريد ان تكون بديلا واذا اعطيت الرخصة من مشغليها لتكون داخلها العالم سيرفضنا وندمر بأيدينا ما انتج في السياسة والنضال الدبلوماسي لاكثر من ثلاثين عاما نعم هي كذلك تماما وصفة للضياع والتلاشي والاندثار . حركة حماس تقول من خلال قادتها وكأن لديها بطولة الدوري العالمي
نحن نريد كل فلسطين من النهر الى البحر وما اقدمت عليه بطوفان الاقصى يجعلها تحدد لشعبنا ما تريد ويتساوق معها حالمون كثر وينسى هؤلاء ان طيشهم ومغامراتهم لحروب عدة اضاع شعبنا في غزة الحبيبة واصبح الفلسطيني الغزي اذا طلع عليه صباح اليوم التالي يناجي ربه لاخذه من هذا العذاب وهذا الليل الذي لا يريد ان ينجلي من سماء خيمته الذي حشر فيها دون ماء ولا طعام ولا دواء ، كم عذب شعبنا كم استبيحت احلامه وادمي اطفاله ، يا حماس هل من عاقل بينكم لتقدموا ما لديكم من رهائن الى منظمة التحرير الفلسطينية صاحبة الولاية الشرعية امام العالم علها تنجز شيئا ويتوقف شلال الدم يكفيكم ما اتت ايديكم وما انتجت عقولكم وانصرفوا واتركوا من يقود الشراع والسفينة الفلسطينية ليصل بشعبنا بأقل الخسائر ولننجز لقاء ما قدم من ضحايا ولنوقف جرحنا النازف فعداد شهدائنا في ارتفاع ومرتبط ببورصة الاجندات السياسية لهذه الدولة او تلك ، آن لهذا القتل ان يتوقف جرائم حرب وتطهير عرقي والعالم تعود على قتلنا وترك شعبنا لقدره .
كلنا مسؤولون وقول كلمة الحق ضرورة وتسمية المواقف بأسمائها واجب . كل ما قيل هو في السياسة يؤخذ ويرد عليه يناقش وعلينا الخوض فيه اما ان نترك الامر امر مقدر وان الصراع هو ديني ومن استشهد من شعبنا هو قدر الله وهم في رعاية خالقهم وهو من اختارهم والاوطان لا تتحرر الا بالتضحيات والشهداء والجرحى والاسرى والشعب الفلسطيني لا يخاف الموت وجاهزون لدفع المزيد وشعوب كثيرة اعطتنا الامثولة في الحرية والاستقلال قدمت الملايين كل ذلك يمنعنا من تحليل وتفسير ونقد اي فعل نضالي وكفاحي وسياسي ويدعنا نترك كل شيء لله وهو من يقدر .

الباري دعانا ان اعقل وتوكل ولا ترمي بالانفس الى التهلكة ودماء شعبنا له عصمة وقدسية وحرام المقامرة بها ونسوا ان صراعنا مع نقيضنا الاحتلالي هو سياسي وحضاري وثقافي . يجب وقف الة القتل اولا واخيرا الدم يتقدم على نظريات السياسة ملايين طحنت وأجنة تركت ويحدثونك عن ابو عبيدة والسنوار وبطولات لابس الأديداس والزنوبا الا تدري حماس ومن يدور في فلكها ومن ينشد اغنيتها ان العملية نجحت ولكن مات المريض .
آه يا بلد
آه يا وطن .
تولانا الباري برحمته