غزة: الكوفية الفلسطينية تثير الجدل والعنف بين شرطة حماس وطلبة جامعة الأزهر

 

تفرض إدارة الأمن الجامعي التابعة لشرطة الانقلاب الحمساوي في قطاع غزة في جامعة الأزهر، قراراً بمنع ارتداء الطلبة من الجنسين الكوفية داخل حرم الجامعة، وسط رفض قاطع من قبل إدارة الجامعة والطلبة لهذا القرار، الذي أشعل العنف والمظاهرات بين الشرطة وطلبة الجامعة، ويهدد بتصاعد وتيرة العنف مع انطلاق العام الدراسي الجديد في الجامعة.

وتأسست جامعة الأزهر والتي تتبع بشكل كامل لحركة فتح عام 1991 ويتم تعيين رئيس مجلس أمناء الجامعة من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشكل مباشر، وبعدها يتولى رئيس مجلس الأمناء تشكيل المجلس، الذي من صلاحياته تعيين رئيس الجامعة.

من جهتها استنكرت حركة فتح ما قام به عناصر أمن الشرطة التابعين لحركة حماس من اعتداء على الطلبة داخل حرم الجامعة، ووصفت اعتداء مسلحي جماعة حماس على طلبة وموظفين في جامعة الأزهر في غزة ممن ارتدوا الكوفية الفلسطينية، بالسقوط الأخلاقي واعتبرته انعكاساً لنهج الإقصاء والمفاهيم الظلامية، المناهضة للفكر والمبادئ والتراث والتاريخ الوطني.

واعتبرت الحركة أن تصرف شرطة حماس جريمة بحق رموز الشخصية والهوية الوطنية الفلسطينية عموماً، وبالأخص رمزية الفدائي المناضل الفلسطيني في الثورة الفلسطينية المعاصرة والحركة الوطنية الفلسطينية الشهيد ياسر عرفات رمز القضية الفلسطينية.

كما أشارت حركة فتح إلى أن تزامن حملة القمع ضد طلبة وموظفي جامعة الأزهر، يأتي مع حملة حماس على الرئيس محمود عباس قبيل إلقائه خطابه في الأمم المتحدة، واستذكرت حركة فتح حملات الاحتلال الإسرائيلي وملاحقتها وقمعها للمواطنين الفلسطينيين، الذين كانوا يرتدون الكوفية في كل مراحل الكفاح ضد الاستعمار الإنكليزي والاحتلال الاستيطاني العنصري.

وأدان رئيس جامعة الأزهر عمر ميلاد في تصريحات صحافية، زج حكومة حماس في غزة العملية التعليمية بتطلعاتها السياسية، من خلال قيام عناصرها بالاعتداء على طلبة يرتدون الكوفية الفلسطينية، واصفاً ما حصل باستفزاز مقصود وهناك كاميرات وثقت حادثة الاعتداء، إضافة لوجود شهود عيان رأوا اعتداءات عناصر حماس على الطلبة الذين يرتدون الكوفية، موضحاً أن الخطير في الموضوع كله، تسليم عدد من الطلبة الذين ينتمون لحركة فتح لأمن حماس من قبل طلبة من الكتلة الإسلامية التابعة لحماس، معتبراً ما جرى بأنه يعبر عن فلسفة عصابات.

في غضون ذلك، أدان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان قيام الشرطة بحظر الكوفية واقتحام حرم جامعة الأزهر في غزة والاعتداء على الطلبة، مطالباً النيابة العامة بفتح تحقيق وإحالة المتورطين للعدالة. ووفق المركز فإن الشرطة اقتحمت الثلاثاء الماضي الحرم الجامعي الرئيسي لجامعة الأزهر في غزة، وأمرت الطلبة بعدم ارتداء الكوفية الفلسطينية بحجة وجود أوامر لديهم بحظر ارتداء الكوفية، ومن ثم قامت الشرطة بتوقيف كل من رفض خلع الكوفية وأخضعتهم للضرب، كما أكد المركز على أن لبس الكوفية يعتبر من الحريات الشخصية، التي لا يجوز بأي حال التعرض لها تحت أي ذريعة، فالكوفية رمز وطني يمثل كافة الفلسطينيين.

أما مركز الميزان لحقوق الإنسان فقد استنكر ما أسماه حادثة الاعتداء على الطلاب في جامعة الأزهر بمدينة غزة، والتي تخللتها مشادات بين أمن الجامعة وبين الشرطة الفلسطينية، مطالباً بالتحقيق في هذه الحادثة واتخاذ التدابير الكفيلة بمنع تكرار مثل هذه الحوادث، التي تهدد نجاح واستمرارية العملية التعليمية.
وأشار المركز إلى أن تدخل الشرطة داخل حرم الجامعة، يكون دائماً بطلب رسمي من إدارة الجامعة وهو أمر معمول به منذ فترة طويلة ويحترمه أطراف العلاقة، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة تحييد الجامعات عن المشكلات والصراعات السياسية، وأن يكفل العمل النقابي لجميع الكتل الطلابية على قدم المساواة.

في مقابل ذلك، أطلق نشطاء فلسطينيون وسم «كوفيتي هويتي» رداً على منع الشرطة الفلسطينية التابعة لحماس في غزة طلاب جامعة الأزهر من ارتداء الكوفية أثناء دخول الحرم الجامعي بدون إبداء أسباب واضحة، الوسم الذي تصدر منصات التواصل الاجتماعي في فلسطين، تفاعل معه آلاف من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين على رمزية الكوفية بالنسبة للفلسطينيين وتاريخهم النضالي.

وتداول نشطاء فلسطينيون عبر موقع التواصل الاجتماعي، روايات طلاب الجامعة التي اتهمت الشرطة الفلسطينية في غزة بأنهم اعتدوا على الطلاب الذين يرتدون الكوفية الفلسطينية ومنعوهم من ارتدائها، في حين اعتبر البعض أن هذا التصرف نابع من اعتبار سلطة حماس للكوفية رمزاً لمنظمة التحرير التابعة لحركة فتح وليس للقضية الفلسطينية.

في سياق ذلك قال الطالب وليد محمود والذي يدرس تخصص إدارة الأعمال في جامعة الأزهر، إن عناصر أمن حماس قاموا بالاعتداء الوحشي على بعض الطلبة الذين يرتدون الكوفية الفلسطينية داخل حرم الجامعة دون سابق انذار، في حين تعرض بعض الطلبة الذين رفضوا نزع الكوفية، للضرب والاعتداء من قبل عناصر الأمن وطلبة يتبعون للكتلة الإسلامية التابعة لحماس في الجامعة.

وقال لـ«القدس العربي»: «ما يحدث داخل حرم الجامعة أمر مخزي، خاصة وأننا كطلبة على اعتاب عام دراسي جديد، ومن بدايته تتم عرقلة المسيرة التعليمية وفرض الاضرابات داخل الجامعة» متخوفاً من الفعاليات المقبلة التي تنظمها الشبيبة الفتحاوية داخل حرم الجامعة، خلال المناسبات الوطنية الخاصة بحركة فتح، والتي قد تؤدي إلى تكرار مثل هذه الاحداث كما حصل سابقاً.

بدوره استهجن عضو المجلس الثوري لحركة فتح في رام الله فتحي بوزية ما قامت به عناصر الشرطة التابعة لحماس، من الاعتداء على طلبة جامعة الأزهر خلال ارتدائهم للكوفية، والتي يعرفها كل العالم وتمثل رمزاً وشعاراً للقضية الفلسطينية في كافة أرجاء العالم.

وقال بوزية لـ«القدس العربي»: «إن الشعب الفلسطيني ما زال يعيش ارتدادات الحرب الإسرائيلية على غزة، وموضوع أسرى جلبوع الذين هربوا وتم القبض عليهم، فالساحة الفلسطينية ما زالت مشتعلة وبحاجة للالتفاف على قضايا وطنية هامة، فلا وقت لحركة حماس للمواصلة في أفعالها الصبيانية، والتي لا تمثل سوى انتكاسة للشعب وقضيته».

وبين أن حركة فتح قدمت منذ سنوات طويلة قادتها من أجل الوطن والقضية الفلسطينية، وكوفية الشهيد الراحل ياسر عرفات مثال لماضي حركة فتح النضالي في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، فليس قادة حماس هم فقط من قدموا للوطن، كي تحاول حماس التغطية على القادة العظماء من كافة الفصائل الفلسطينية الذين ضحوا أنفسهم فداء للوطن.

وطالب بوزية حركة حماس والتي تحكم الشعب بالبارود، أن تعيد كافة حساباتها مع الشعب الفلسطيني وأن توجه سهامها بوجه الاحتلال الإسرائيلي، كما أن عليها التراجع عن الضغوط التي تفرضها على سكان قطاع غزة، الذين يعانون من ظروف معيشية قاسية منذ أن انقلبت على حركة فتح، وأن تتراجع عن سياسة القمع ضد أبناء حركة فتح في غزة.

قد يعجبك ايضا