تفاهمات حماس المباركة

وكالة وطن 24 الاخبارية – الكاتب :زيد نعيم الطوباسي (الايوبي)

في نهاية الثمانينات ظهر في فلسطين فصيل يحمل شعار الاسلام والجهاد في مواجهة الاحتلال اطلق على نفسه (حركة المقاومة الاسلامية) (حماس)،واعتلت قياداتهم المنابر في المساجد وبشروا بالخلاص من الاحتلال واعداء الله و (زنادقة العلمانية) على حد تعبيرهم .

ركز اعلام الاحتلال الاسرائيلي على هذه الظاهرة الجديدة وراح المحللون السياسيون والقادة الاسرائيليون يهددون قادة هذه الحركة ويحذرون منها حتى صنعوا لها حاضنة شعبية وذاع سيط الحركة الربانية التي اعلنت رفض الاعتراف باسرائيل وان هدفها تحرير فلسطين من البحر الى النهار ،،تلك الشعارات التي رافقت صور المقنعين والدعاية الاعلامية الحمساوية والاخوانية ترفع واعظم من قيمة المارد السياسي الجديد حتى ظن شعبنا بانهم فعلا المخلصون.

في العام 2006 فازت حركة حماس فوزا ساحقا في الانتخابات التشريعية واصبحت تمتلك اكثر من ثلثي المجلس التشريعي بعد ان تراجعت عن الفتوى التي تقول ان الانتخابات حرام وهي كبيرة عند الله بعد استحداث فتوى جديدة تعتبر ان الانتخابات هي ضرب من ضروب الجهاد وان صوتك امانة ستسأل عنه يوم القيامة .

وما ان فازت حماس في تلك الانتخابات حتى شكلت قوى عسكرية بالاضافة لما لديها من قوة عسكرية سلحتها ايران بعد ان غضت اسرائيل البصر عن تسليحها واصبحت تمتلك قوة عسكرية قوامها افراد يحملون عقيدة الجهاد ضد الفلسطينيين انفسهم فاصدروا فتوى جديدة تبيح دم الفلسطيني الذي لا يتماهى مع حماس واعلنوا ان قتل الفتحاوي يدخلك الجنة فنفذوا انقلابا دمويا قتلوا خلاله اكثر من 700 انسان فلسطيني بالرصاص او بالقائهم من فوق اسطح الابراج وقطعوا ارجل المناضلين فسيطروا على غزة بالحديد والنار وكله في سياق الفتاوى المعدة سلفا لشق وحدة شعبنا

بعد كل هذا تراجعت حماس عن شعاراتها التي تقضي بتحرير فلسطين من البحر الى النهر وبان الاعتراف باسرائيل خيانة ليصرخ اسماعيل هنية بعد تشكله الحكومة العاشرة ان حركته لا تمانع لقاء وزراء حماس بنظرائهم الاسرائيليين ثم خرج موسى ابو مرزوق على شاشات التلفزيون ليقول ان المفاوضات مع الاحتلال ليست حراما وانها ضرب من ضروب الجهاد ليتطور الامر مع هؤلاء الربانيين ليعقدوا التفاهمات المباركة مع الاحتلال من وراء ظهر الشعب الفلسطيني ومفاد هذه التفاهمات ان تسمح حكومة الاحتلال بتدفق الاموال والبضائع الاسرائيلية الى شركات وجيوب قادة حماس مقابل السكوت على جرائم الاحتلال في الضفة والقدس فاغتنوا وامتلأت جيوبهم وكروشهم وغرق اهل غزة بالفقر والجوع بعد ان كانوا مرفهين في عهد السلطة الوطنية وقبيل الانقلاب الدموي.

تلك التفاهمات السرية المباركة التي نرى مضمونها على الارض من خلال عدم تدخل منظومة حماس للدفاع عن الشعب الفلسطيني ،وشعبنا كله اليوم يسأل اين انتم يا حماس مما يجري في الضفة الغربية والقدس؟؟؟لماذا تتركون الضفة والقدس وحدهما في الميدان؟؟ ،،والمثير للسخرية ان ابطال التفاهمات المباركة يهاجمون السلطة يوميا بل انهم شنوا حربا اعلامية شعواء على الوفد الفلسطيني الذي شارك في قمة العقبة رغم انها قمة علنية ومعلن عنها وسيشارك فيها دول عربية حريصة علينا دائما ،،ابطال التفاهمات المباركة اصدروا البيانات ودعوا الناس للنزول الى الشوارع للتنديد بمشاركة السلطة الوطنية في قمة العقبة،،ولا ادري هل لو كانت هذه القمة معتمدة بدولارات العمادي وابطالها هم قادة حماس كيف سيكون موقفهم؟؟ ،،ام انه حلال عليهم حرام على غيرهم؟؟

لقد سقطت حماس في شرك التفاهمات السرية المباركة من وراء ظهر شعبنا والقت سلاحها مقابل الدولار والرفاهية الفندقية ،،بل انها دارت وجهة هذا السلاح الى ابناء جلدتهم ليحموا حدود العدو من خلال قوة (الضبط الميداني) والتي يسميها الاحتلال قوة (الاحتواء الميداني) وبعد ان كان شعارها تحرير فلسطين من النهر الى البحر اصبح لسان حالها يقول اعطيني الدولار الاخضر وخذ تفاهمات مباركة على كيفك ،،

قد يعجبك ايضا