عدا الإخوان المسلمين… لا أحد في السودان يريد الحرب

وكالة وطن 24 الإخبارية : بعد أن تمكّن قائد الجيش السوداني من مغادرة نفق القيادة العامة، مقر إقامته الإجبارية لأكثر من (4) أشهر، لقي خروجه ترحيباً كبيراً؛ ليس فقط من القوى السياسية المدنية المناوئة له، بل حتى المُحاربة له، متمثلة في قوات الدعم السريع، التي سارعت بالتأكيد على ضرورة إيقاف الحرب وإيجاد حل سلمي والجلوس إلى طاولة المفاوضات، قبل أن تقدّم رؤية للحل السياسي الشامل وتأسيس دولة سودانية جديدة نشرتها على حساباتها الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، بما في ذلك حساب قائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي) على موقع (X) تويتر سابقاً.

بقي فقط في الطرف الآخر حزب المؤتمر الوطني المحلول، الذراع السياسية لجماعة الإخوان، الذي أطلق أذرعه الإعلامية التي تُديرها ميليشيات الأمن الشعبي، من أجل إخافة قائد الجيش والضغط عليه لثنيه عن المضيّ قُدماً نحو المفاوضات والحل السلمي للأزمة، وتهديد داعمي السلام ورافعي شعار (لا للحرب) بالتصفية الجسدية.

الجماعة في ورطة

مع بروز اتجاه لزيارات خارجية سينظمها البرهان إلى بعض الدول الإقليمية، مثل؛ مصر، والسعودية، والإمارات، أسقِط في يد الجماعة، خصوصاً بُعيد التسريبات الإعلامية المتعلقة بالرؤية المصرية للحل؛ والمتمثلة في وقف فوري طويل الأمد لإطلاق النار، ورفض تشكيل أيّ حكومة قبل بدء المفاوضات، وتأييد انخراط جميع الأطراف السودانية، ما عدا حزب المؤتمر الوطني المخلوع، في مفاوضات لإيجاد حلول سياسية للأزمة، أبدت الجماعة رفضاً قاطعاً لهذا الاتجاه، ودعت إلى الاستمرار في الحرب، وعبّرت عن ذلك في الحساب الرسمي لحزبها (المؤتمر الوطني) على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، وقالت: “والله لن نقبل بالتفاوض وفينا عرق ينبض، وما دام السلاح بأيدينا، فالتسوية والاتفاق مع الدعم السريع جريمة سيقف ضدها الشعب السوداني وسيحبطها الشعب السوداني، سيحمل كل الشعب السلاح رجالاً ونساء شيباً وشباباً وأطفالاً، لا تفاوض مع القتلة والمغتصبين المتمردين، ولن تضيع دماء شهدائنا هدراً، اللّهم، هل بلغت؟ فاشهد”؛ ثم دعت الجميع إلى التبرع بالمال دعماً للمجهود الحربي لميليشيا الإخوان الموسومة  بـ (البراء بن مالك).

وتحاول جماعة الإخوان، ممثلة في فلول حزب المؤتمر الوطني ونظام الرئيس المخلوع عمر البشير، وضباطها في الجيش والأمن والمخابرات، وميليشياتها المقاتلة، تحاول الضغط على قائد الجيش عبد الفتاح البرهان من أجل تشكيل ما تسمّيها بحكومة طوارئ، تحاول عبرها السيطرة على القرار السياسي والسيادي والعسكري للدولة، والعمل لاحقاً على تنفيذ انقلاب ضد الجميع، وفقاً لمراقبين ومحللين سياسيين.

ترحيب واسع

وبالمقابل، رحبت القوى السياسية والمدنية، وعلى رأسها أحزاب قوى الحرية والتغيير، بشقيها المجلس المركزي والكتلة الديمقراطية، بخروج قائد الجيش، وقدمت قوات الدعم السريع رؤية للحل الشامل ـ كما تصفها ـ واعتبرت الحرب الراهنة انعكاساً للأزمة المستفحلة للحكم في السودان؛ المتمثلة في الخلل البائن في مؤسسات الدولة التي يتوجب أن تكون قومية مهنية، خصوصاً القطاعين الأمني والعسكري.

وتطرق البيان الذي احتوى رؤية الدعم السريع إلى أنّه يجب ألّا تنحصر فقط في كيفية بناء جيش قومي مهني واحد، بل عليها أن تشمل قضايا؛ كالفترة الانتقالية، والحكم المدني الانتقالي، والسلام العادل والشامل والمستدام، والنظام الفيدرالي بكافة مستوياته، والعدالة الانتقالية، وإجراءات وتدابير التحول الديمقراطي كالتعداد السكاني والانتخابات، فضلاً عن قومية ومهنية الخدمة المدنية، وتأسيس دولة المواطنة، والفصل بين الدولة والانتماءات الهوياتية الضيقة، على حدّ تعبير البيان.

قد يعجبك ايضا