واقعة راجمة الصواريخ.. حزب الله يفقد الحاضنة الشعبية

 

في ظل غياب غريب لأجهزة الدولة اللبنانية، عاشت الجبهة الجنوبية فصلاً جديداً من فصول الحرب بالوكالة الدائرة بين إيران وإسرائيل.

وجاء التصعيد الحدودي الأخير في لبنان، ليصب النار على تنامي الرفض الشعبي لممارسات مليشيا حزب الله الذي يعرض مصالح اللبنانيين للخطر من أجل خدمة أجندات خارجية.

وفي هذا السياق، برزت انتفاضة أهالي قرية شوّيا الحدودية، الذين تصدوا إلى راجمة صواريخ حزب الله، وصادروها، وسلموا المجموعة التي تسخدمها للجيش اللبناني.

وتعتبر هذه الحادثة الأولى في لبنان على صعيد مصادرة آليات وأسلحة وتوقيف مقاتلين تابعين لحزب الله من قبل لبنانيين، وهو ما يعتبر دليلا واضحا على فقدان “حزب الله” حاضنته الوطنية والشعبية التي طالما تغنى بها، وفق مراقبين.

وأدرك تنظيم حزب الله خطورة هذه الواقعة، لكونها تفتح المجال أمام أحداث مماثلة لخوف المواطنين من استخدامهم كدروع بشرية واستخدام قراهم كمنصة لإطلاق الصواريخ.

وقال الحزب في بيان إن “استهداف محيط مواقع الجيش الإسرائيلي في مزارع شبعا بصليات صاروخية كان من مناطق بعيدة تماماً عن المناطق السكنية حفاظاً على أمن المواطنين”، لافتاً إلى أن واقعة شويا حدثت في طريق عودة المقاتلين.

وهذه من المرات النادرة إن لم تكن الأولى التي يشرح فيها الحزب تفاصيل عمل عسكري، مدفوعا بقلقه الواضح من تمرد اللبنانيين على مقاتليه.

العميد المتقاعد والخبير العسكري جورج نادر يرى أن “ما جرى على الحدود جاء لتنفيس الضغوط القانونية والقضائية والسياسية والشعبية التي يواجهها حزب الله” في لبنان.

وأوضح نادر في حديث لـ”العين الاخبارية” أن “البيئة السياسية والشعبية لم تعد تناصر حزب الله، وفقد الحزب الحاضنة الوطنية، ويعلم جيداً أنه مأزوم”.

ولفت نادر إلى أن العملية التي جرت من يومين، في إشارة لإطلاق حزب الله صواريخ على إسرائيل، إضافة إلى عملية اليوم، تأتي لصرف الانتباه عن اتهام الحزب في قضية نيترات الأمومنيوم وتفجير مرفأ بيروت العام الماضي.

وأشار نادر إلى أن “الجو العام في لبنان بدأ يوجه أصابع الاتهام إلى حزب الله في قضية تفجير المرفأ”، مؤكداً أن الوضع في لبنان سيبقى متوتراً وغير مستقر طالما أن قرار السلم والحرب بيد حزب مسلح مسيطر على القرار السياسي والسياسة الخارجية للدولة.

الخبير اللبناني قال أيضا “ما حدث اليوم أن مجموعة مواطنين رأوا شاحنة تحمل منصة صواريخ واعترضوها ليكتشفوا أنها تابعة لحزب الله بشكل واضح، ما يمنع إلصاق تهمة إطلاق الصواريخ بمجموعات فلسطينية أو مجموعات مجهولة، ما أجبر الحزب على الاعتراف بإطلاقه الصواريخ”.

وتابع “لولا ما حدث، لوصفت الصواريخ بأنها مجهولة المصدر كما حصل سابقا”.

واستبعد نادر الحرب الشاملة بين “حزب الله” وإسرائيل، مشيراً إلى أن “ما يجري ينحصر في إطار الضغوط وحرف الأنظار وتسجيل النقاط بين الطرفين”.

 بدوره، رأى المحلل السياسي والأستاذ الجامعي مكرم رباح أن “تركيبة منطقة حاصبيا “تقع بها قرية شوّيا” الاجتماعية، وكون هذه العملية شنت من قرية درزية، تؤكد أن الدروز لن يسمحوا لأحد أن يحول مدنهم وقراهم لأهداف للقصف الإسرائيلي”.

ولفت إلى أن “أمر العمليات “إطلاق الصواريخ” جاء من إيران لتأجيج جبهة الجنوب مع إسرائيل، كورقة إضافية تدعم الموقف الإيراني فيما يجري ببحر العرب من عمليات قرصنة تقوم بها طهران والحرس الثوري”.

 

قد يعجبك ايضا