تصريح أسامة حمدان حول الرهينتين : غباء سياسي أم قصد خبيث ؟

وكالة وطن 24 الاخبارية :   قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، امس الاثنين، إنه “تمكن من تحرير رهينتين خلال عملية نفذتها قوات خاصة في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة. هما فرناندو سيمون مارمان (60 عاما) ولويس هار (70 عاما) .”

حول هذا، وبعيدا عن السجال الاعلامي الذي حدث، حيث تناول الاعلام العبري القضية على انها انجاز مهم ، وتناولت الجزيرة واعلام الاخوان المسلمين القضية على انها عملية فاشلة كما قال محللها الاستراتيجي (فايز الدويري) . وهذا امر نرى فيه ان كل طرف سيروج الحدث وفق روايته وهو مبرر اعلاميا وسياسيا .

غباء سياسي ام تصريح مقصود

حماس من جهتها علقت على الموضوع على لسان القيادي في حماس أسامة حمدان الذي قال في مؤتمر صحافي:  ” نشير إلى أنَّ هناك روايات صحفية ميدانية تذهب إلى أنَّ الأسيرين لم يكونا بحوزة حركة حماس، وإنما بحوزة عائلة مدنية، ما يشكّك في مصداقية رواية الاحتلال، ويؤكّد سعيه لتضخيم الحدث “.

هذا التصريح لا يمكن تصنيفه الا باتجاهين: 

الاول : انه يقع في خانة الغباء السياسي؛ و ان حماس وعلى لسان حمدان تريد ان تقلل من قيمة الحدث ولو على حساب المدنيين، حيث ان معنى الاعلان عن ان الاسرى كانوا محجوزين لدى مدنيين، تبرير استهداف الاحتلال المدنيين الفلسطينيين؛ (كونهم يشاركون في احتجاز الرهائن) حسب رواية حماس . وهذا ونحن نترقب عملية عسكرية قد تكون وشيكة في رفح المكتظة باكثر من مليون فلسطيني. وهذا الغباء السياسي الذي يهدف الى تقليل قيمة العملية الاسرائيلية في رفح سوف يودي بحياة المزيد من الفلسطينيين وسوف يعطي الاحتلال ذريعة لتبرير ذلك امام العالم . 

الثاني : الاتجاه الاخر الذي يمكن تفسير تصريح اسامة حمدان من خلاله ان تصريح متعمد لاستدراج الاحتلال الى استهداف اكبر للمدنيين؛ وبالتالي زيادة الضغط لدولي لوقف الحرب، ولو على حساب المزيد من الدماء الفلسطينية التي سبق أن قال عنها مشعل وقادة حماس: (نحن بحاجة الى مزيد من الدماء)

تكرار مشبوه

ومن باب تاكيد الشبهة خرج عضو المكتب السياسي لحماس محمد نزال بعدها على قناة العربي القطرية ليقول : “لا علاقة لحركة حماس بالأسيرين اللذين تم تحريرهما، والرهينيتن كانا في شقة مدنية وتم أسرهم من قبل مدنيين فلسطينيين في الـ7 من أكتوبر” .

نفس الشبهة تنسحب على التصريح الذي صدر عن حماس بعد 7 اكتوبر عندما قالت حماس في تبرير بعض الاحداث التي جرت في مستوطنات غلاف غزة  :” أصبحت حدود غزة مع مستوطنات غلافها مفتوحة، وهو ما شجع عددا من سكان غزة المدنيين وبعض المسلحين على اقتحام المستوطنات، وانتهى ذلك -بحسب الحركة- إلى حالة من الفوضى سقط فيها مدنيون إسرائيليون وأسر غيرهم، ولكن ليس على يد مقاتلي القسام”.

حماس تحتاج مزيد من الدماء

وكأن المدنيين في قطاع غزة لا يكفيهم ما يلاقوه من قتل، وتهجير بسبب حماس وقراراتها المنفردة التي جرت كل هذا الخراب ، حتى توجه حماس التهمة تلو الاخرى للمدنيين في قطاع غزة بانهم ” شاركو في احداث السابع من اكتوبر ” وأنهم وراء الكثير من حالات القتل التي حدثت ، وها هي اليوم توجه لمدنيي غزة تهمة اخرى بانهم يحتجزون رهائن اسرائيليين .

والسؤال هنا من المستفيد من هذا؟

الاجابة قطعا الاحتلال الذي سيقف متسلحا بروايات حماس ليقول للعام ان مدنيي غزة كانوا متورطين في الهجوم واحتجاز الرهائن وان استهدافهم كان مبررا . في الوقت الذي تسعى الشرعية الفلسطينية الى جر هذا الاحتلال الى قفص الاتهام في المحاكم الدولية ، بتهمة الابادة الجماعية ، لا تبخل عليه حماس اليوم بطوق نجاة، عبر تصريحات غبية او مقصودة ولكن تأثيرها واحد .

شكرا حماس … شكرا اسامة حمدان …. لقد قتلتم شعبكم مرتين ..

قد يعجبك ايضا