( مغامرة محسوبة )

( مغامرة محسوبة )

الأصل أن لا نستغرب من اعلان حماس واعلامها “الخطير” حين اورد أن التهديد بالصواريخ قد افضى الى تراجع اسرائيلي عن استهداف الأقصى .. ولم لا ..؟؟
ألم تستطع حماس اقناع الجميع في شهر 5 مايو 2021 أن صواريخها قد انقذت الأقصى …. أولم تحتفل حينها بالنصر الكبير .. وبأنها وضعت شروطها من أجل وقف الحرب وأهم شرط لها كان وقف كل الإقتحامات والإنتهاكات للمسجد الأقصى .. ؟؟!!!
أو لم يزل في الذاكره شعار إن عدتم عدنا .. ؟؟!!!
لَم تُغيب الذاكرة بعد خطاب حماس الإستعلائي ومسها حتى برمز الوطنية والشرعية الشهيد ابو عمار .. فماذا حصل بعد ذلك .؟ وماذا كانت النتائج بل ماذا حقق الإنتصار .!!
الإقتحامات للأقصى زادت وتيرتها واصبحت أشبه بالتقاسم الزماني بفعل الأمر الواقع وانتهكت حرمات المسجد عشرات المرات والكل يراقب ردة فعل قيادة حماس المنتصره .. لم يكن علينا الإنتظار طويلاً كي نكتشف أن هناك بروداً أو تهرباً حمساوياً من القيام بما وعدوا به ..
بقي الشعب حائراً مصدوماً من هذا الموقف اللامفهوم لحما$س .. وتكونت لدى الكثيرين قناعة بأن ما جرى لم يكن انتصاراً لا للمسجد الأقصى ولا للشعب الفلسطيني .. لقد كان المستفيد من هذه المعركة “المسرحية” طرفان لا ثالث لهما اسرائيل اولاً وحما$س غزة ثانياً ..
نعم طرفان اتفقا على “المخاطره المحسوبه” تسمح اسرائيل عبرها لحماس بضرب الصواريخ والظهور كالمنتصر وكسب استعطاف الشارع الفلسطيني في مقابل تمكين اسرائيل من تكنيس شوارع مدن العالم من عشرات الاف المتظاهرين الذين خرجوا دعماً للحق الفلسطيني وضد إستمرار الأحتلال الإسرائيلي عبر اظهار اسرائيل كدولة تتعرض لحرب إباده بالصواريخ التي تهطل على رؤوس المدنيين العزل ..
وتُنفذ الخطة بإحكام وتتحول اسرائيل بلحظات من جلاد الى ضحية وتتخلص من تلك الإنتفاضة الشعبية الدولية ومن ضغط دول العالم عليها ولا ننسى تغريدة بايدن في حينها عندما قال : اخشى اننى لن اكون قادراً على الدفاع عن اسرائيل ..
ولكن كان في جعبة اسرائيل ما يشفي صدور اصدقائها وما يقنعهم أنها قادرة على الوصول الى بر الأمان .. كان في جعبتها الجوكر القادر على الفوز بكل ما هو على الطاوله ..
كبسة زر وتطلق الصواريخ وبعدها تختفي كل المخاطر التي ظهرت كتهديد لمكانة وسمعة دولة الأحتلال اسرائيل، لا الشيخ جراح ولا المسجد الأقصى ولا المتظاهرين الغاضبين في مدن العالم ،ولا ضغط الحكومات ..
انتهت وأوقفت مسرحية الحرب وجنى المنتصران مكاسبها كما خططا بدقة اليمين الإسرائيلي حقق ما يريد وحماس جَنَت انتصاراً مزيفاً استقبل بعده قادتها كفاتحين في العواصم العربية .. وهتفت الجموع لحما$س وعربد قادتها عبر الفضائيات .. وبعدها ماذا حصل .؟
بعد أقل من شهر ظهر كأن هناك انقلاب بالموقف .. لم يعد هناك عداء .. كلا الطرفين بدء بالهجوم الإعلامي على السلطة الفلسطينية في الضفة ، بدا المشهد كعلاقة مُتفاهم عليها .. اسرائيل تسمح بتدفق اموال المنحة القطرية عبر مطار بن غوريون ومنحت التسهيلات لحماس لتمكينها اكثر في قطاع غزة وفتحت المعابر وأُغدقت التصاريح بالآلاف في مشهد حَيّر الجميع .. لم نستوعب ما يجري .. أي عداوة وأي معادلة بين اسرائيل التي تلقت الالاف الصواريخ تحت نظر طيرانها وقبتها الحديدية وجيشها وبين عدوها الذي تغدق عليه بكل اسباب الإستمرار والتمكين !!!!
أي سر وأي لغزٍ هذا .!!
ويأتي الجواب فقط من محاكمة نتنياهو .. يأتي الجواب كالصاعقة التي اضاءت ما اخفته الظُلمه وكشفت ما حاكَهُ الظالمون .. ولأنها إسرائيل التي لا يعنيها سوى اسرائيل حتى وإن كشفت سر من خدمها وانقذها في يومٍ من ألأيام فلم تتردد في كشف حقيقة العلاقة بين رئيس وزرائِها السابق وبين رئيس حماس وقائدها العسكري… ففي لعبة الكراسي لا توجد مبادئ ولا اخلاق ولا التزامات ومن أجل حرق نتنياهو كشفوا علاقته بالسنوار دون اي تقدير للدور الذي قاما به معاً وأفاد اسرائيل .. نتنياهو السياسي الذي انقذ اسرائيل و السنوار الباحث عن دور لحماس في معركة الشيخ جراح والمسجد الأقصى ..
كم كنا مغفلين حين صدقنا وكم نحن مغفلين عندما نًكذب رسالة السنوار لنتنياهو “مغامرة محسوبة” ..
انتهى كل الكلام …..
قد يعجبك ايضا