حماس تلين…

وكالة وطن 24 الإخبارية : حماس لا تقبل أن تكون البديل للسلطة الفلسطينية، ولا تقبل المساومة في مواقفها المبدئية، ولا تقبل اللعب على حبال الرقص الإسرائيلية، وترى أن زيارة مسؤوليها المتكررة لمصر تصب في إطار تهدئة طويلة الامد مع إسرائيل الثالثة، فيما كشفت القناة «13» الاسرائيلية عن سر تليين حماس وسر ابتعادها عن حركة الجهاد الإسلامي؟!.

سر التليين في مواقفها المبدئية، وسر قبولها التهدئة، وسر صمتها على البديل و…إلخ، هو غاز البحر المتوسط وحصتها غير المعلنة من حقل مارين الذي يبعد عن سواحل قطاع غزة نحو (33) كم، أي أنه في المياه الاقتصادية لغزة، وأنها وفق التسريبات الإسرائيلية قد حصلت على وعود غير مكتوبة بالحصول على جزء من عائداته لها، بترتيب مع إسرائيل الثالثة عبر وسيط موثوق، وأنها قبلت بعدم مشاركة الجهاد في حرب غزة الأخيرة وقبلت التهدئة طويلة الأمد، وتسعى لتقديم نفسها كبديل قوي في حكم غزة أولا وعينها على الانتقال إلى الخطة «ب» (أي إلى الضفة الغربية) فيما لا تزال تعزف على خط المقاومة خشية أن تكون الحصة غير كافية.

إسرائيل الثالثة، قبلت أن تكون لغزة حصة من ثروات الغاز في حقل مارين والمقدر احتياطاته ب «30» مليار متر مكعب من الغاز، والقناة «13» العبرية كشفت السر بأن صمت حماس لا بل قبولها بأن تكون إسرائيل الثالثة وراء تطوير حقل مارين بالتعاون مع شركة بريتش غاز البريطانية كان بثمن مالي وحصة غير معلنة، وأن السلطة الفلسطينية حاولت عبر زيارة رئيس الوزراء محمد اشتيه الأخيرة لمصر فرملة الأتفاق دون جدوى.

حماس طرحت ثلاثة ملفات..أولها حصتها من حقل مارين..التهدئة ..ملف الأسرى مع إسرائيل..فيما اشترطت حكومة نتنياهو السادسة تليين موقفها من حجم الثمن الذي تريده في صفقة الأسرى، وهناك شبه إتفاق على الملفين الأول والثاني.

حماس اليوم ليست حماس امس، فقد لانت وانتقلت إلى خط المساومات واللعب في الساحات الإقليمية من جديد، وقبلت الرقص على حبال إسرائيل الثالثة برغبة جامحة في أن تكون البديل الموثوق لإسرائيل الثالثة عبر ضمانات وعينها على الانتقال بسلطتها إلى خطة «ب» أي اللعب في ساحة الضفة الغربية بعد أن احكمت سيطرتها على غزة.

حماس تلين بأسعار الغاز وبالوعود بزيادة الحصص كلما زادت جرعة التهدئة في غزة ومنعت استهداف إسرائيل الثالثة، وهي اليوم تجيد الرقص على الإيقاع الإقليمي وتناغم أوروبا وامريكا بعيدا، والكل يتحدث علنا أنها قريبة إلى دخول بيت الطاعة بفعل ثروات الغاز في البحر المتوسط..ويبقى السؤال مطروحا..هل توقع اتفاقات أوسلو خاصة بها مع إسرائيل الثالثة؟!.

الأيام وربما الشهور أو السنوات القادمات تجيبنا عن ذلك.

بقلم : محمد سلامة

قد يعجبك ايضا