علاقات حماس والنظام السوري تُشعل جدلاً واسعاً على شبكات التواصل

وكالة وطن 24 الإخبارية : اشتعلت موجة من الجدل الكبير والواسع في أوساط الفلسطينيين والعرب على شبكات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية بسبب إعلان عصابة حماس استئناف علاقاتها مع النظام السوري بعد قطيعة استمرت أكثر من عشر سنوات، عندما غادرت قيادة الحركة دمشق وانحازت إلى الثورة السورية التي كانت تريد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

وأصدرت حماس بياناً قبل أيام أكدت فيه على «مُضيّها في بناء وتطوير علاقات راسخة» مع النظام السوري، في إطار قرارها باستئناف علاقتها معه «خدمةً لأمتنا وقضاياها العادلة، وفي القلب منها قضية فلسطين» على حد وصفها. وأضاف البيان أن القرار جاء بناءً «على استراتيجية حماس الثابتة، وحرصها على تطوير وتعزيز علاقاتها مع أمتها، ومحيطها العربي والإسلامي، وكل الداعمين لقضيتنا ومقاومتنا».
وتداولت بعض المواقع الإخبارية معلومات غير رسمية عن نية وفد رسمي من حركة زيارة العاصمة السورية دمشق خلال الأيام المقبلة، وقالت المواقع إن نائب رئيس المكتب السياسي الدكتور خليل الحية سوف يكون على رأس الوفد الذي سيزور دمشق بوساطة من حزب الله، فيما لا يزال من غير المعروف ولا الواضح إن كان الوفد سيلتقي الرئيس بشار الأسد أم لا.

وسرعان ما اشتعل جدل على شبكات التواصل الاجتماعي بسبب القرار الحمساوي الذي جوبه بمعارضة واسعة من جانب المعارضين السوريين وبعض الفلسطينيين والعرب، حيث تنظر حماس لعلاقاتها مع الدول من زاوية المصلحة الحزبية للحركة لا اكثر.

وانهالت موجة من النقد على حركة حماس من قبل مؤيدي الثورة السورية، حيث غرد الكاتب والصحافي الفلسطيني ياسر الزعاترة قائلاً: «بدل الانشغال بإصدار بيان طويل يتضامن مع نظام بشار، ضد اعتداءات صهيونية؛ يقابلها بالشكوى.. كان على قيادة حماس أن تنشغل بالوضع الأهم في الضفة الغربية، والذي سلّمت قيادها فيه لشخص ثبت فشله على رؤوس الأشهاد. بشار هو سرّ دمار سوريا، ومجاملته خطيئة؛ تماما مثل ترك الفاشل يواصل مسيرته».

وكتب الأسير الأردني المحرر من السجون الإسرائيلية، والناشط سلطان العجلوني يقول: «لأن الله واحد، والمبدأ واحد، والدم واحد، والعمر واحد.. فإني أبرأ إلى الله من كل تقارب أو مصالحة مع مجرم سوريا حتى لو كان ذلك من أحب الناس إلى حماس، وإني أشهد الله وألقاه على ذلك».

وعلق الدكتور محمد المختار الشنقيطي معلقاً على قرار حماس بالقول: «مصالحة حماس مع الأسد غير مقنعة، لا سياسيا ولا أخلاقيا: فرجوع قادتها لدمشق سيجعلهم منكشفين لاغتيالات الصهاينة، وإيثارها اللاجئين الفلسطينيين في سوريا على ملايين اللاجئين السوريين أنانية، وسعيها لإطلاق 80 حمساويا من سجون الأسد مع وجود 80 ألف سوري في سجونه أنانية أخرى».

وغرد الناشط السوري عمر مدنية يقول: «من تحالف مع من هدم مساجد سوريا لا تصدقوه عندما يحدثكم عن تحرير المسجد الأقصى».

وكتب الدكتور محمد عياش الكبيسي: «لا أحد يطلب من حماس أن تقف مع قضايا الأمة في سوريا والعراق واليمن ولبنان، لكن كيف ترضى حركة (إسلامية) أن تكون بوقاً لتزكية أخطر موجة باطنية تجتاح العالم الإسلامي وتهدد عقيدته وهويته وتاريخه ووجوده كله؟.. لقد أعطوكم خبزاً مسروقاً من العراق وسوريا وأخذوا منكم كل شيء».

وعلق الإعلامي السوري الدكتور أحمد موفق زيدان يقول: «حين تقول حماس في بيانها ننحاز إلى أمتننا في مواجهة المخططات الصهيونية، فهذا يعني ندم وجبٌّ لما فعلته سابقا من انحياز لثورة السوريين، واعتذار مكتمل الأركان. الانحياز اليوم هو لمحور الأسد وطهران وموسكو. حيث أمتها، وليس مع أمة المظلومين في سوريا والعراق واليمن ولبنان.. الخ».

قد يعجبك ايضا