عاش التنسيق الامني الحلال

عاش التنسيق الامني الحلال

بقلم /زيد نعيم الطوباسي(الايوبي)

منذ تأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية في العام ١٩٩٣ وابواق الاخوان والمتأسلمين واذناب الملالي تهاجم السلطة وقياداتها وتتهمهم بالعمالة والخيانة والكفر والالحاد وبيع الاوطان متمسكين بموقفهم الذي يدعي ان السلطة الوطنية هي مجرد مقاول امني للاحتلال تمارس دور خياني عبر ما يعرف بالتنسيق الامني. وكل ما دق الكوز بالجرة يخرج هؤلاء الابواق ويدعون لتدمير الاجهزة الامنية الفلسطينية بعد توجيههم الاتهام لها بانها اجهزة للتنسيق الامني ومعاونة الاحتلال، وكل هذه الادعاءات موجودة دائما على لسان الابواق حتى قطيعهم اللي حافظ مش فاهم بمجرد ان تفتح ابواب اي حوار بينك وبينهم فورا يتصدى لك باتهامك بالتنسيق الامني والخيانة والعمالة وهو دائما الوطني والمجاهد والحر والشريف العفيف .

باختصار اذا اردت ان تنال من السلطة الوطنية الفلسطينية بالنسبة لتلك الابواق عليك ان تتهمها بصوت عالي بالتنسيق الامني مع الاحتلال ، بالفعل هو اتهام بقي لوقت طويل نسبيا سيفا مسلطا على رقبة مشروع السلطة ،فهو اتهام يدغدغ مشاعر المواطنين وكان له تأثير كبير في كثير من الانتخابات خصوصا الانتخابات التشريعية لسنة ٢٠٠٦ .

فقط للتذكير فرسان الاجهزة الامنية الذين تتهمهم حركة الضبط الميداني بالتنسيق الامني هم ذاتهم الذين يخوضون الملاحم البطولية في ااضفة الغربية وامثل على ذلك بالابطال الشهداء داود زبيدي واحمد عابد واحمد علاونة وغيرهم العشرات بل المئات من ابطال الاجهزة الامنية الذين ارتقوا شهداء او وقعوا بالاسر لدى الاحتلال الاسرائيلي انها سلطة قدمت خيرة ابناءها شهداء حتى مؤسسها ورئيسها ابا عمار ارتقى شهيدا بعد ان استهدفه شارون .

بكل الاحوال بعد سيطرة اذناب الاخوان والملالي على غزة كانت المفاجئة الكبرى التي اذهلت الجميع فحركة حماس التي لطالما اتهمت السلطة والوطنية الفلسطينية بالتنسيق الامني كرست نوع جديد ومتطور من هذا التنسيق عبر ما يعرف في البداية بالدردشات التي تحدث عنها القيادي في حماس احمد يوسف في احدى مقالاته ثم تطور التنسيق الامني الحمساوي الى اختراع ابطال الضبط الميداني وهي مليشيا مسلحة اطلقت عليها حماس داخليا اسم حماة الثغور للتغطية على مهمتها الخيانية،وهذه المليشيا تقوم بشكل واضح وشاهر وناهر بحراسة الحدود بين غزة والكيان ولطالما شاهدنا عناصر الضبط الميداني يقفون بالقرب من الدبابات الاسرائيلية على الحدود في مشهد خطير جدا على تطلعاتنا وامالنا كفلسطينيين ،ها هم ادعياء المقاومة والتحرير وظل الله على الارض يعملون كلاب حراسة للاحتلال تحت مسمى الضبط الميداني ،،احزنني كثيرا ان يقوم عناصر الضبط الميداني اصحاب ايادي المتوضئة بحراسة دبابات الاحتلال الاسرائيلي وهي تدمر مزارع الفراولة على الحدود مع الكيان ،،،شعرت بالحزن الشديد وانا اشاهد رواد الاصلاح والتغيير يلبسون الستر البرتقالية ويشكلون باجسادهم درعا بشريا يحمي حدود الكيان من الانفجار الشعبي الغزي وهو مشهد غير خافي على احد ،،قبل فترة وجيزة تم تهريب عملاء كبار للاحتلال كانوا محجوزين في سجون حركة الشنطة القطرية وضجت الاخبار وتعالت التساؤلات حول كيفية هروب هؤلاء العملاء من سجون اذناب الملالي وكيفية وصولهم الى كيان الاحتلال عبر البحر ،،يضاف لذلك قيام مليشيا حماس باعتقال مطلقي الصواريخ والمقاومين في غزة وعدم تدخلها في الحرب الاخيرة على غزة والتي استهدف فيها القوة العسكرية لحركة الجهاد الاسلامي ،،،اكثر من ذلك قبل ايام خلال تصفحي لمواقع الاخبار مر علي خبر يقول ان وزارة الاقتصاد الحمساوية في غزة اعلنت انه حجم التبادل التجاري بين الشركات الاسرائيلية وشركات حماس في غزة وصل الى حوالي ٤ مليار دولار ،،

لا تتفاجؤوا من كل هذا فالمخفي اعظم ،،،انه التنسيق الامني الشرعي الحلال الالاهي الرباني ،،انه الوجه الحقيقي لادعياء المقاومة ،،انه الوجه الطبيعي لمن أنشأهم الاحتلال الاسرائيلي ،،يقول الخبير الاستراتيجي الاسرائيلي مردخاي كيدار على قناة كان الاسرائيلية (ان الواقع بين حماس واسرائيل هو سلام وسلام حقيقي وان حماس الان تحمي حدود الاحتلال بشكل عظيم ورائع وهذا يدل على ان المستقبل بين حماس واسرائيل سيكون مبهر للجميع) والكلام هنا مقتبس من كلام كيدار ،،،

بكل الاحوال مطلوب الان من كل النخب السياسية والثقافية ومن كل الفئات الشعبية التحرك لنبذ التنسيق الامني الحمساوي الحلال والذي تحول الى خيانة حقيقية بعد استشهاد البطل بهاء ابو العطا ومسرحية هروب العملاء من سجون السنوار الى كيان الاحتلال ،،،

لنتكاتف جميعا لفضح التنسيق الامني الحمساوي الحلال الذي بدأ يتضح بشكل يومي في ظل الجرائم المستمرة للاحتلال الاسرائيلي في الضفة الغربية والقدس ،وفي الختام لا ابالغ عندما اصف عصابة الملالي في غزة بمليشيا انطوان لحد العميلة فكل منها يخدم الاحتلال على طريقته الخاصة ،،لكن للاسف لديهم قطيع من الخرفان يبرر لحركة الضبط الميداني وقياداتها كل شيء فلا تستغربوا لو هتفوا يوما عاش التنسيق الامني الحلال،،

قد يعجبك ايضا