الجماعة الإسلامية اللبنانية ودورها في أحداث مخيم عين الحلوة

وكالة وطن 24 الإخبارية : شهد مخيم عين الحلوة، أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، أحداث عنف دامية في الأيام الأخيرة، فقد قُتل (9) أشخاص على الأقل، وأصيب العشرات في (3) أيام من القتال المتواصل الأسبوع الماضي.

القتال العنيف تجدد ليلة 2-3 آب (أغسطس) الجاري، بينما استمر وقف إطلاق النار الهش إلى حد كبير طوال يوم الخميس 3 آب (أغسطس) حتى صباح يوم السبت 5 آب (أغسطس). وبحسب التقديرات، تمّ الإبلاغ عن خرق واحد فقط لوقف إطلاق النار يوم 3 آب (أغسطس)، أسفر عن مقتل شخص ينتمي إلى جماعة إسلامية. وفي اليوم نفسه دعت (الأونروا) إلى وقف فوري لأعمال القتال؛ من أجل السماح للوكالة بتقديم المساعدات، وإجراء تقييم للاحتياجات الإنسانية داخل المخيم. وبلغ عدد ضحايا الاشتباكات إلى الآن نحو (13) قتيلاً، بحسب تقارير مستشفى الهلال الأحمر الفلسطيني في صيدا.

وبدورها، أعلنت (الأونروا) أنّها أوقفت الخدمات داخل المخيم، بسبب أعمال العنف، لكنّها فتحت مدارسها للفارّين من القتال، وأكدت أنّ أكثر من (2000) شخص فروا من منازلهم.

من جهتها، استنكرت الرئاسة الفلسطينية، في بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، ما وصفته بالمجزرة الشنيعة، والاغتيال الإرهابي لقوى الأمن الوطني، وذلك في أعقاب الكمين الذي أودى بحياة القائد العسكري في حركة فتح، أبو أشرف العرموشي، ومرافقيه.

الجماعة الإسلامية على خط المواجهة

على الرغم من مواقفها المعلنة، والتي تدعو فيها إلى وقف أعمال القتال داخل المخيم، إلّا أنّ الجماعة الإسلامية اللبنانية، الذراع السياسية للإخوان، تعمل على نحو مباشر تجاه دعم الجماعات الإسلامية داخل المخيم، في مواجهة حركة فتح، عبر التنسيق مع حركة حماس من جهة، وحزب الله من جهة أخرى.

نائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان بسام حمود استقبل وفداً من حركة حماس برئاسة ممثلها في لبنان أحمد عبد الهادي، يرافقه أعضاء القيادة السياسية، جهاد طه، أيمن شناعة، أبو أحمد فضل، عبد المجيد العوض، حيث جرى بحث أوضاع المخيم، بحضور أعضاء القسم السياسي في الجماعة الإسلامية.

وبحسب مصدر مطلع داخل المخيم، رفض ذكر اسمه، فإنّ نائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان بسام حمود، حوّل مركز الجماعة في صيدا إلى غرفة عمليات، من أجل متابعة الوضع الميداني داخل عين الحلوة، وكشف المصدر عن قيام عطية حمود، وهو أحد أعضاء القسم السياسي في الجماعة الإسلامية، بزيارة المخيم بشكل غير معلن، ويرجح المصدر أنّه أجرى اجتماعاً بأمين سر القوى الإسلامية داخل المخيم جمال خطاب.

من جهة أخرى، تواصل بسام حمود بشكل مباشر مع الشيخ أبو شريف عقل، القيادي في عصبة الأنصار التي ترتبط بتحالفات قوية مع الجماعة الإسلامية، من أجل بحث وضع الميليشيات الإسلامية داخل المخيم، ويعمل القيادي الإخواني أحمد الحبال كحلقة وصل بين الطرفين على مدار الساعة.

وفي سياق متصل، زعمت عصبة الأنصار أنّها غير متورطة في أعمال القتال داخل مخيم عين الحلوة، وقالت في بيان لها: “لم نشارك في الاشتباكات الحاصلة في المخيّم، ونعمل منذ اللحظة الأولى للحصول على وقف إطلاق النار، وتهدئة الوضع في المخيّم؛ عبر اتصالات نقوم بها مع مسؤولين لبنانيين وفلسطينيين”.

(حفريات) تواصلت مع مصدر سياسي فلسطيني داخل المخيم، طلب عدم ذكر اسمه، وأكد المصدر أنّ عصبة الأنصار هي التي فجرت الصراع داخل المخيم في آذار (مارس) الماضي، عقب قيام عنصر مسلح تابع لها، يدعى خالد علاء الدين، بقتل محمود زبيدات، وهو عنصر في قوات الأمن الفلسطيني، ممّا سبب توتراً داخل المخيم.

المصدر أكد وجود صلات تنظيمية مباشرة بين عصبة الأنصار والجماعة الإسلامية اللبنانية، ولفت إلى أنّ الجماعة الإسلامية، وبتنسيق مباشر مع حزب الله، نجحت في تأمين خروج خالد علاء الدين من المخيم، وإرساله إلى منطقة آمنة، في أعقاب تسليمه إلى الجيش اللبناني، عقب قيامه بقتل محمود زبيدات.

وتشهد منطقة البساتين داخل المخيم، بحسب المصدر، نشاطاً مكثفاً للجماعة الإسلامية، من أجل تثبيت أقدام الميليشيات الإسلامية، ومنع تنفيذ خطة إنشاء قوة شرطة فلسطينية تحل محل الميليشيات المسلحة داخل المخيم، وهو ما يرفضه التيار الإسلامي في عين الحلوة، وتعمل عصبة الأنصار على منعه بأيّ ثمن.

قد يعجبك ايضا